وجدي صالح لـ(الديوان) : لسنا حلفاء “الدعم السريع”..و”الكيزان” اشعلوا الحرب لدفن ثورة ديسمبر
وصف مذكرة الملاحقات بارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بالأمر الغريب والمضحك

هذه …حملات ممنهجة تهدف لتشويه صورة المدنيين واغتيالهم معنوياً .
الديمقراطية لن تاتينا من قيادة جيش انقلبت على الديمقراطية ، أو عبر عربة مسروقة وبيت منهوب.
لهذه الأسباب… أبقى البرهان على جبريل إبراهيم
الحرية والتغيير لم توفق في إختيار كثيرين لمناصب مابعد الثورة.
حوار – صلاح حمد مضوي (1-2)
رحب الأستاذ وجدي صالح القيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي ومقرر لجنة إزالة التمكين المجمدة ،بأي خطوة من شأنها تحقيق السلام في السودان ،داعياً القوى الدولية الضغط على طرفي النزاع، نافياً أي دور لهم فيها.
واتهم صالح جماعة الإخوان المسلمين بتدبير انقلاب25 أكتوبر وصولاً لإشعال الحرب المدمرة في البلاد ،سعياً منها للقضاء على ثورة ديسمبر وقواها المدنية.
،وجدد التمسك بالجيش المهني وإنهاء أي دور للأنشطة العسكرية غير النظامية في البلاد.
فإلى مضابط اللقاء:
دعنا نتحدث عن مذكرة المطلوبين الأخيرة بحق قادة سياسيين مدنيين..كيف تراها؟
شكراً أستاذ صلاح ،وشكراً لصحيفة الديوان و(الديوان بودكاست)، وعبركم أحيي المشاهدين والقراء والشعب السوداني.
ولنؤازر بعضنا في هذه المحنة التي تمر بها بلادنا ،ونمر بها جميعاً .
وإن شاء الله نخرج منها ونحن أكثر منعة وتلاحم ووحدة.
بالنسبة لي على المستوى الشخصي، فالمذكرة هذه ليست مسألة جديدة ،وهي وسيلة من وسائل الانتقام السياسي.
فعقب انقلاب 25 أكتوبر وماووجهت به من اعتقالات وبلاغات كيدية ضدي ومعي بعض الزملاء في لجنة التفكيك والعمل السياسي وفي قيادة ثورة ديسمبر المجيدة.
*هل تقصد أن كل هذه الوقائع هي محض مؤامرة ضدكم؟
أنا على قناعة ويقين تام ،بأن انقلاب 25 أكتوبر والحرب التي أشعلت في 15 أبريل ،هي امتداد لمؤامرة
مستمرة لإجهاض ثورة ديسمبر المجيدة ،والتي لن تجهض بإذن الله ،والثورة مستمرة وستنتصر بإذن الله.
*اعتقلتم عقب انقلاب 25 أكتوبر ماهي رؤيتك لماجرى؟
بعد انقلاب25 اكتوبر ،وبعد أن تم اعتقالي في صبيحة ذلك اليوم ، وجهت لي عدة اتهامات ،وفي النهاية لم أدل بأي أقوال ،ولم أقابل أي نيابة وخرجت.
أيضاً في الاعتقال الثاني والثالث.
هذه كلها اعتقالات الغرض منها تشويه الصورة والاغتيال المعنوي.
هل كلها اعتقالات سياسية؟
هذه كلها اعتقالات سياسية ،الغرض منها تشويه الصورة والاغتيال المعنوي والتآمر على الثورة.
حتى في حظري من السفر كان يوم 13 أكتوبر ، أي قبل الانقلاب، بمعنى أن حظر سفري تم قبل الانقلاب!!.
البلاغ ضدي أيضاُ مقيد في يوم 13 أكتوبر ،وفي وقائع غير صحيحة ،لكن هذه الوقائع لاحقة للبلاغ ،بمعنى فتح البلاغ أولاً ومن ثم البحث عن وقائع يمكن أن تشكل جريمة.
*تم نشر اسمك وصورتك كمتهم هارب حينها..كيف كنت تشعر؟
نعم تم نشر اسمي وصورتي كمتهم هارب ،وأنا حينها كنت موجود في الخرطوم ،وأظهر على الفضائيات وكنت في مكاتب الحزب ،وحتى بعض الصحفيين اندهشوا حيث كانوا يجرون معي لقاءات وقتها.
لكن كانت الفكرة هي الاغتيال المعنوي للشخصية وتحطيمها،وكذلك جرى مثل ذلك للزملاء الآخرين.
كانت موجهة ضدي هذه الحملة.
وحينما نشر اسمي أنا بنفسي ذهبت لتسليم نفسي ،حتى أن مدير الشرطة قال لي لايوجد بلاغ في مواجهتك ..
*مقاطعة…
الآن توجد مذكرة جديدة عبر الانتربول..ماذا تقول؟
الجديد الآن أن نتهم بأننا ارتكبنا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
هذا شئ غريب ومضحك.
كيف لنا كمدنيين أن نرتكب مثل هذه الجرائم ونحن أصلاً لسنا طرفاً في الحرب ،ولسنا فاعلين فيها.
*مقاطعة..
يقولون انكم “حليف” و”ظهير” للدعم السريع..هل أنتم كذلك؟
هذا كله غير صحيح ، انا لن اتكلم باسم الجميع ،لكن اتحدث كقوى سياسية مدنية وانا جزء منها.
حينما أشعلت هذه الحرب في 15 أبريل ،وماقبل ذلك ،كان الغرض الأساسي هو التخلص من قوى الثورة والثوار.
ولذلك بدأوا في تنظيم حملات ممنهجة ضد قوى الثورة منذ اليوم الأول للحرب.
نحن أعلنا أننا لسنا طرفاً في هذه الحرب ولن نقبل بأي نتائج تفرضها علينا هذه الحرب.
نحن متمسكون بالعمل السلمي ،متمسكون باهداف ثورة ديسمبر المجيدة وحرية العمل السياسي والتحول الديمقراطي في البلاد ومصرون على إسقاط انقلاب 25 أكتوبر باعتبارها قضية أساسية بالنسبة لنا.
*هل تقصد أن كل ماجرى هو ترتيب للتخلص من القوى السياسية المدنية؟
هم يريدون التخلص من القوى المدنية والدعم السريع في ذات الوقت.
هم منذ اليوم الأول للحرب، ربطوا القوى المدنية بالدعم السريع
ماالذي يجعلنا ظهير للدعم السريع؟ ،ماهي مصلحتنا في ذلك؟ ،قالوا إننا لم ندن جرائم الدعم السريع
* بسبب الاتفاق الاطاري؟
نحن لم نكن جزءاً من الاتفاق الاطاري.
أنا انتمي لحزب البعث العربي الاشتراكي، أنا خرجت من المعتقل يوم 4 ديسمبر ، وفي مساء نفس اليوم صرحت لقناة الجزيرة بأننا في حزب البعث العربي الاشتراكي ،ضد الاتفاق الاطاري ،لأنه يقنن للانقلاب ويفك عزلة النظام الداخلية والخارجية ويعطيه الشرعية.
*إذاً من أين جاءت لكم هذه الاتهامات؟
جاءت من فلول النظام القديم الذين لديهم مصلحة في إشعال هذه الحرب ،والخطاب الآن واضح هو خطاب “الكيزان”.
وخطاب ماقبل الحرب كان واضح انها حشد لهذه الحرب ،وأن السودان لن يعيش استقراراً وسيلحق بليبيا وسيلحق باليمن ،إذا لم يكونوا ضمن العملية السياسية ،بمعنى “ثورتكم دي بلوها واشربوا مويتها”،وإلا سندخلكم في هذه الحرب حتى لو دمرت كل السودان.
مادليلك على ذلك؟
كلام واضح قاله أنس عمر وإبراهيم محمود وكل قيادات الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني قبل الحرب ،هذه كلها محاولات لذر الرماد في العيون وإرباك المشهد السياسي .
هذا الاصطفاف بدأ منذ اندلاع ثورة ديسمبر مابين قوى الثورة والقوى المناهضة لها وأهدافها.
الحرب تعمل ربكة وهم يعلمون تماماًموقف الشعب السوداني من الحرب والقوات غير المقننة.
ماذا فعلتم عملياً لوقف الحرب؟
نحن منذ اليوم الأول للحرب ،وعبر بياننا الأول عملنا من أجل وقف هذه الحرب ،ولسنا محايدين ،وانا اعلنت ذلك غير بيان الحزب.
قلنا لسنا طرفاً في الحرب ولسنا محايدين ،وقلنا إننا لن نتوهم أن تأتي إلينا الديمقراطية من قيادة القوات المسلحة التي انقلبت على التحول المدني الديمقراطي.
كما لانتوهم أن تأتينا الديمقراطية من عربة منهوبة أو بيت مسروق او منهوب.
نحن ليست لدينا أوهام ،لكن هي محاولة لإجبارك على الاصطفاف أو أن تكون خارج وخائن.
لذلك أنا قلت لهؤلاء الذين يوزعون صكوك الوطنية ماهي معايير الخيانة والوطنية؟! ،إذا لم تدعو للسلم فكيف تكون وطنياً إذا لم تدعو لوقف الحرب في البلاد التي يعاني من ويلاتها كل شعب السودان وفي كل الولايات.
وبالتالي إستمرار الحرب لمصلحة من؟ هم يريدون التخلص من القوى المدنية والدعم السريع في ذات الوقت.
هم منذ اليوم الأول للحرب، ربطوا القوى المدنية بالدعم السريع ماالذي يجعلنا ظهير للدعم السريع؟ماهي مصلحتنا في ذلك؟ قالوا إننا لم ندن جرائم الدعم السريع.
*كيف تقرأ الدعوة لمحادثات جنيف من أجل وقف الحرب؟
في حديثنا عن الحرب نتحدث عن الدمار والنزوح واللجوء والضحايا من الأطفال والأمراض وأمراض الطفولة التي كان السودان قضى عليها.
كل هذه آثار كارثية للحرب تؤثر على مستقبل البلاد ،شملت التعليم والصحة وانعدام الغذاء ،لكل ذلك كان وقف الحرب أولوية بالنسبة لنا وقلنا إننا مع أي جهد وطني أو ديني لوقف هذه الحرب.
نحن ذهبنا إلى أكثر من ذلك ،فنحن وقف الحرب بالنسبة لنا أولويةلجهة الاستقرار وعودة الناس إلى بيوتهم المستولى عليها وعملهم ومدارسهم هذه بالنسبة لنا أولوية ،لذلك نحن لانربط بين العملية السياسية ووقف الحرب.
هناك حاجة لدعم جهود وقف الحرب وهناك اتفاق إقليمي ودولي حول منبر جدة.
الآن هنالك دعوة لجنيف ، نتمنى على أن الأقل أن تضع الناس باتجاه وقف الحرب .
هل تتحدث عن عدم التفاؤل الشديد بمحادثات جنيف؟
بصراحة التفاؤل الشديد بأنه يمكن إيقاف هذه الحرب مباشرة في جنيف ،ليست بهذه السهولة ،وإن كنا نتمنى ذلك ،لكن نقول إنها خطوة نتمنى أن تأتي بثمار .
*دوركم يقتصر على الحديث فقط لوقف الحرب؟
نحن نتمنى من المجتمع الدولي الضغط على الأطراف المتحاربة ،ونحن كقوى سياسية ومدنية لانحمل البندقية،وليست لدينا سلطة على الجنود في الميدان
ولانستطيع أن نصدر أمراً بوقف هذه الحرب ،الذين يمتلكون هذه السلطة يجب أن يجبروا على ذلك ،لهذا نحن ننادي بجبهة مدنيةوشعبية واسعة من أجل إيقاف الحرب.
هذه الجبهة تشكل ضغطاً على أطراف الحرب وتشكل أيضاً ضغطاً على المجتمع الإقليمي والدولي للضغط على طرفي الحرب لإيقافها ويعود الأمن والاستقرار لبلادنا.
*بالنسبة لملفات إزالة التمكين..دار لغط كثيف حول أصول أموال الشركات المستردة ،ووزير المالية جبريل إبراهيم قال إنكم لم ترجعوها ،البسطاء صدقوا ذلك..وحسبت عليكم سياسياً..ماذا تقول؟
صحيح حسبت علينا سياسياً، لأن الغرض من إنكار هذه الوقائع المثبتة هو غرض سياسي ،والهدف منها كان التمهيد لانقلاب 25 أكتوبر ،ولأن لجنة إزالة التمكين قادت التعبئة ضد أعداء الثورة والذين كانوا يرتبون لانقلاب 25 أكتوبر.
هذه المسألة ببساطة انكارها غير صحيح وغير واقعي ، إذا قالوا أن وزارة المالية لم تتسلم أموال الشركات المستردة ،فمجلس إدارة الشركات تم تعيين أعضاء مجلس الإدارات ومديرين من قبل وزارة المالية
وهنالك لجنة استلام وتقييم وإدارة الأموال والأصول المستردة يرأسها وزير المالية وهو من شكلها ،وبالفعل كل هذه الشركات والمصانع سلمت لوزارة المالية وأديرت بواسطتها ،بل حتى العقارات المستأجرة المستردة كان موظفو وزارة المالية يتحصلون الإيجارات عبر أورنيك الوزارة.
أضف إلى ذلك أن المنطق يقول بعد انقلاب 25 أكتوبر ،وإلغاء قرارات لجنة التمكين ،كيف أرجعتموها إذاً لم تذهب لوزارة المالية؟
حديثك يظل نظريا دون أدلة ملموسة؟
أبعد من ذلك، نحن قبل الانقلاب نشرنا مستندات وبيانات تؤكد أن وزارة المالية مش استلمت بس ،بل تصرفت في ملايين الدولارات التي استردتها لجنة التمكين ،ووزير المالية الذي يقول ذلك هو مشارك في انقلاب 25اكتوبر.
لذلك الاصطفاف تم منذ ذلك الوقت.
لماذا؟!
هنالك مصالح تجبر البرهان على القبول بجبريل على البقاء في موقعه كوزير للمالية ،فاتفاق جوبا لم يعط السلطة لحركة العدل والمساواة.
خلافنا مع جبريل إبراهيم قال لنا ادخلوا الكيزان مجلس الادارات ،وجبريل إبراهيم لم يكن جزء من الحرية والتغيير ووزير المالية مشارك ومخطط في انقلاب 25 أكتوبر ،نفذوه ومازال مصطفاً ومستمراً في منصبه حتى الآن، “هو مستمر الآن بياتو صفة”.
حينما حدث الانقلاب أول قرار كان حل واعفاء مجلس ورئيس الوزراء واعفاء كل وكلاء الوزارات وتكليف المديرين العامين باعباء الوزارة.
لم يصدر حتى الآن قرار بإعادة جبريل إبراهيم من قبل البرهان.
ماهو السبب؟
لانه يحقق له توازن من الناحية السياسية والعسكرية ، ووجوده نفسه على ماذا يستند؟ ..اتفاق جوبا؟ ،اتفاق جوبا لم يتحدث على الإطلاق عن كونه وزير مالية ، بل تحدث عن اقتسام السلطة مع الحرية والتغير والجبهة الثورية بنسب محددة 25% وليس لحركة العدل والمساوة ،لكن اكذب اكذب حتى يصدقك الناس.
جبريل أخرج لجنة التمكين وادخل “الكيزان” عضوية مجالس الإدارات ،حل اللجنة وأخرج لجنة التمكين من آدارة الأموال والأصول المستردة ،جبريل لايؤمن بالثورة ،ولم يكن جزء منها.
*هذا يقودني للسؤال عن إختيار الناس لمواقع السلطة بعد الثورة..ودار لغط حول أسماء مثل مبارك أردول وغيره كيف ترى الأمر؟
جبريل إبراهيم لم يكن جزء من الحرية والتغيير ،ولم يكن مؤمن بمسألة التفكيك ،الحرية والتغيير تحالف كبير ،ولم تكن موفقة في إختيار عدد كبير من الأسماء التي قدمتها للعمل العام في العاصمة أو الولايات ،هذا نقد مقبول،ويجب أن لايتكرر ذلك مستقبلاً ،وأن يكون التقديم على اساس الكفاءة والإيمان بالثورة قبل كل شئ.
ثانيا جبريل لم يكن جزء من الحرية والتغيير، كان جزء من نداء السودان ،وبمجرد سقوط النظام، هم خرجوا من الحرية والتغيير ،وحينما تفاوضوا تفاوضوا كجبهة ثورية هم والحركات المساحة ،ووصلوا لاتفاق ،وبالتالي الاتفاق كان مع الجبهة الثورية، وبموجب اتفاق جوبا جاء الإختيار لممثلي الجبهة الثورية وبالتالي لانستطيع أن نتدخل.
ثالثا بالنسبة لمبارك اردول هو لم يكن جزء من الحرية والتغيير ،ولا جزء من الجبهة الثورية وحينما دخل الجهاز التنفيذي لم يدخله عبر مؤسسة حزبية ولا كان حزبه موجوداً .