درة قمبو
لن أخشى قول انني لست مرتاحة للاتفاق الاطاري ولا أؤيده، لكنني لن أرفض حق موقعيه في المحاولة التي اظنها الأخيرة.!
الأخيرة لأنها ستقودهم إما للكفر والاقلاع عن أي أمل في العسكر الميئوس منهم أصلاً، وإما نجحوا في ما لم يفعله أحد بالتفاوض والحسنى، وهو إلزام العسكر مهامهم المعروفة في كل العالم واقناعهم إن دورهم ليس الحكم ولا الانقلابات كذلك_ وتلك لعمري رابعة المستحيلات _ لكنه مثل فكرة زواج محامي الطلاق كما تقول الطرفة :تغلب الأمل على التجربة !
المهم في هذا الاتفاق انه سيكسر العملية الدائرية الجارية منذ سقوط البشير بل وينهيها أيضاً، إذ سيزوّد الشارع بطاقة أكبر لمقاومة الانقلاب _وهذا من مصلحة مدنيي الاطاري أولاً_ويجعله أقوى عزيمة واستعداد لجولة حاسمة ،يبعد أو يقترب أوانها، كما سيقدم رسالة واضحة للعالم إن الأطراف المشاركة فيها لن يكون لديها فرصة أخرى، لأنها ببساطة استنفدت فرص تكرار نفس المحاولة بنفس السيناريو(انقلاب/تفاوض /اتفاق/انقلاب) ، فلا بأس أن يحاول المدنيون مرة، مؤكد انها الاخيرة في ذات المنهج .
أفضل ما سيقدمه هذا الاتفاق هو انه سيمنح الشارع استراحة جيدة لترتيب أوراقه _هذه الفرصة لن تكون متوفرة بنفس القدر على الأقل للمدنيين المفاوضين _وتعيد التفكير كما ظهر في القول الواعي العاقل الرشيد لكثير من لجان المقاومة بانهم يستهدفون إسقاط الانقلاب نفسه ،لا الحرية والتغيير، والتي ستتأثر بالنتيجة بالطبع في كل الأحوال.
العسكر لا مصلحة لهم في العودة للثكنات، ولا المدنيين يشتهون العودة للمعتقلات، لكن البلد ..البلد حساباته لا تحتمل ضياع مزيد من الوقت، في مراوغات العسكر وأجندات المحور ،ولا حسابات محامي الطلاقات تفيد هذه الحالة !!