برعي محمد دفع الله.. صانع الألحان العذراء

الخرطوم: الديوان
برعي محمد دفع الله.. تقول سيرته المبذولة إنه من مواليد حي الموردة بمدينة ام درمان في السابع والعشرين من شهر يناير لعام 1929 م
درس بالموردة الأولية ومن ثم ام درمان الوسطي وعمل بعد تخرجه كاتبا على الالة الكاتبة بوزارة الصحة ونقل الى مدينة بور تسودان ثم الى الخرطوم لمدة ثلاثة شهور ومن ثم إلى مدينة الأبيض.
تعلم برعي العزف على آلة العود على يد بعض أصدقائه وزملائه من هواة العزف بحي الموردة ومن ثم لفت إليه انظار كبار الفنانين في المنطقة أمثال إبراهيم الكاشف.
لاحقا صقل برعي الموهبة بالعلم ودرس الموسيقى بمعهد الإذاعة السودانية وحينما التحق بالعمل في سفارة الخرطوم بالقاهرة درس الموسيقى هناك ومن ثم سافر إلى لندن لدراسة الموسيقى.
في مطالع خمسينيات القرن الماضي، انتقل برعي للعمل بمدينة الأبيض بشمال كردفان وهناك التقى بفنان شاب وشكل ذلك اللقاء بداية أروع ثنائية في تاريخ الاغنية السودانية ولم يكن ذاك الشاب سوى الفنان عبدالعزيز محمد داؤود.
تمازجت عبقرية برعي مع موهبة عبدالعزيز فأنتجت : أحلام الحب، أهل الهوى، عودة قلب، فينوس، أجراس المعبد، أحلى الحبابيب، عذارى الحي، مصرع زهرة، نسمات الشمال، صبابة، الفينا مسهودة، لوموهو اللاهي،دوام بطراهم وغيرها.
في العام 1963م عمل برعي في وظيفة ضابط أغاني وموسيقي بالإذاعة السودانية وتدرج في عمله إلى ان شغل منصب وظيفة المدير الإداري للإذاعة السودانية حتى بلوغه سن المعاش في العام 1986م
رفد برعي محمد دفع الله، المكتبة السودانية بمئات الألحان الغنائية والموسيقية وتعامل مع عدد من كبار الفنانين منهم أبوداؤد، سيد خليفة، عثمان الشفيع، حسن عطية، التاج مصطفى، عبدالدافع عثمان، عبيد الطيب ومحمد وردي.
يعد برعي محمد دفع الله، أول مؤلف موسيقي سوداني، وقدم عشرات المقطوعات السودانية التي سكنت الوجدان نذكر منها: المروج الخضراء، ملتقي النيلين، جنوب الوادي، أرض الجزيرة، عروس الرمال، موكب الفن، خرير الجدول، فرحة شعب والصلات الطيبة وغيرها بالطبع.
في التاسع والعشرين من شهر أبريل للعام 1999 ارتحل برعي محمد دفع الله تاركا إرثا فنيا باهرا وكبيرا.