(كرات عكسية)..اتحاد خطير.. لا يعرف غير التدمير..!!
محمد كامل سعيد
ضحكت وانا اتابع هرولة “جماعة تدمير” الكرة السودانية بسرعة فائقة، لإيجاد حل سريع وعاجل حتى ولو جاء (مكلفتا) بهدف إنقاذ مشاركة القمة (المريخ والهلال) خارجياً، بأي طريقة، حتى لو كانت عشوائية،وتامين ظهورهما في دوري أبطال أفريقيا الذي يتوقع أن تنطلق نسخته الجديدة بعد اسابيع معدودة من الان.
ولعل الخطوة التي أثارت استغرابي، تمثلت في رجوع الاتحاد إلى الأندية ،طالباً معونتها ومساندتها في الخطوة المتعلقة بما يسمى بدوري النخبة، او “السوبر ما عارف”
.وسألت نفسي كيف ينتظر “جماعة التدمير)”، من الأندية والاتحادات المحلية، مساعدتها بعد أن ناصبها الاتحاد نفسه العداء منذ سنوات.
وظل قادة الكرة يطوعون القوانين لردع كل من قال “لا”، أو أعلن مساندته لمجموعة “النهضة”..!
كيف تتجرأ “جماعة التدمير” وتفكر في الرجوع الي أندية الممتاز التي سعت وتدخلت بقوة ووصل الأمر إلى تطويع القانون لتبديل مجالس إدارتها المنتخبة بالاتحاد
أو اصدار العقوبات الجائرة لأجل المجئ بأشخاص آخرين ،عرفوا بولائهم وطاعتهم العمياء وتنفيذهم لكل الأوامر الصادرة من معتصم جعفر وجماعته..؟!
الشئ الأهم هنا: لماذا هرول جميع “قادة الجماعة المدمرة” ، للسفر خارج السودان والتواجه – بالتأكيد مع اسرهم – إلى المملكة العربية السعودية، دون التفكير في إقامة الدوري، ولو بالطريقة الحالية في المدن الآمنة ،وبالتالي تجنب الاذلال والإهانة التي تعرضوا لها من قادة الاتحاد الافريقي لكرة القدم “كاف”..؟!
َالحقيقة ان “جماعة التدمير” استمرأوا “الشحدة”، واعتمدوا على سياسة “الاستجداء”، واستغلوا التعاطف الكبير من الأصدقاء بالاتحادات المختلفة بالدول العربية
ولم يفكروا الا في الطريقة التي يؤمنون بها مصالحهم الشخصية “خاصة المالية”،والمتمثلة في النثريات الدولارية التي لو أنهم بقوا داخل السودان، لما استطاعوا الحصول عليها..!!
إنه الفشل بعينه سادتي، ان يهمل “قادة الدمار” ، الذين يفترض أنهم يجلسون في مقاعد قيادة الكرة السودانية – يهملوا واحدة من القضايا المهمة والتي يفترض ان تكون هي محور اهتمامهم الأوحد والأول، والصورة التي تكفل لانديتنا المشاركة بصورة قانونية أفريقياً
ثم بعد ذلك يمكن لهم التفكير في باقي الأشياء التي تتناقص أهميتها وتتراجع أمام إقامة أكبر بطولة كروية يعبر منها ممثلوا البلاد في أكبر المسابقات..
لقد تجاهل “قادة التدمير” ،أبسط الثوابت القانونية التي تكفل لأندية السودان الظهور القاري.
كما أن هنالك ظهور عربي يفترض أن يأتي وقته مع مرور الايام.
لكن هواة التدمير استسهلوا القصة ،واختاروا السير في طريق المذلة والمهانة، ومارسوا الاستجداء في ابشع صوره
وهم بالتالي ضاعفوا من احزاننا الكروية، بدلاً من المساعدة في التطوير والتقدم الي الأمام ،بحثاً عن “النهضة” المرجوة..!!
لقد تجاهل أعضاء “جماعة التدمير” كل البرامج والخطط التي من شأنها خدمة الكرة السودانية ،ويمكن أن تساهم في تطورها.
وحقيقة لو أنهم اهتموا بالتطوير بنفس درجة حرصهَم على “التدمير” ، لكان لأنديتنا ومنتخباتنا اليوم ،شأناً كبيراً ومكانة متقدمة ومرموقة على كل المستويات “محلياً وقارياً واقليمياً وعالمياً”.!!
الواقع المعاش هو أن “قادة التدمير” اهملوا واجباتهم الأساسية ، وتفرغوا لتصفية حساباتهم الشخصية، خاصة مع الأندية والاتحادات المحلية.
وتضاعف حقدهم وَحسدهم من لجوء بعض الاتحادات المحلية- التي تعرضت للظلم – إلى المحكمة الدولية (كأس) لاسترداد حقوقهم بأفضل وسيلة شرعها القانون.. فكانت النتيجة أكثر سواداً وظلاماً..!!
لقد ابحر معتصم وجماعته في سكة لاعلاقة لها بالمعاني السامية للرياضة عموما ،وكرة القدم على وجه الخصوص
واختاروا فرض سيطرتهم بالقوة ،مستخدمين القانون وتطويعه لخدمة أهداف شخصية.
أهم تلك الأهداف هي تأمين استمراريتهم وبقائهم في مناصب أوجدها لهم القانون ، وأتاح فيها الفرصة للجميع، وسمح لهم التداول السلمي للقيادة ،بمعزل عن المؤامرات والمقالب وغير ذلك من الصفات الدخيلة.
في الختام لابد لنا من توجيه كلمة حق “لقادة الدمار”، نؤكد لهم فيها أن العمل الإداري تكليف وليس تشريف، وأن كرة القدم لا علاقة لها البتة بتصفية الحسابات والاقصاء.. ولا تعرف تأمين المصالح الشخصية الخاصة.. ولا العداء الذي صار من ثوابت تعامل الجماعة الحالية.
فاذا اقتنع “التدميريون” بذلك المنطق، يمكن لنا أن نحلم بعودة “شمس التطور” الي الظهور ، لنستشرف ونتطلع معاً لروية كرتنا وهي تبدأ السير في سكة (النهضة)..!!
حاجة اخيرة:
في ظل سياسة الكلفتة تابعنا “جماعة الدمار” تقرر اقامة مباراتين في اليوم ،لما يسمى “بدوري النكبة”. وهنا فإننا نجد العذر لهم ، لأن أفراد الجماعة لا علم لهم بالارتفاع الرهيب لدرجات الحرارة في عطبرة وبوتسودان.. “كيف يعرفوا بعد ما بقوا ناس مكيفات وبس”..؟!!
همسة:
وبمناسبة “جماعة الاتحاد الخطير التي ثبت عمليا انها لا تعرف غير التدمير” ، نقول: إن “الناس ديل خرجوا من توبهم” وصاروا “يلبسون النظارات الشمسية داخل القاعات المكيفة”
.ضحكت وسالت نفسي: “ده من راسك “الكبير المدوقس ده” والا من كراسك”.؟!