الحرب ” تغرق” مستقبل السودانيين

الخرطوم – علاء الدين أبو حربة
دخلت الحرب في السودان عامها الثاني ،وكأن شيئاً لا يحدث في هذه البلاد بالنسبةللعالم الخارجي الذي تناسى عن قصد اوبدون ذلك ،هذه المأساة الكبيرة.
إبادات وانتهاكات جسيمة يتعرض لها إنسان السودان بكل قسوة وشراسة، بلا مبرر يذكر أو حجة يمكن دعمها، سوى تلك الأيادي الخبيثة والدول التي تقف وتدعم هذه الحرب اللعينة، حتى لا تجعل لهذه الأرض تأثير وموقف وشأن ،بخيراتها ورجالها وثرواتها التي لا تعد ولا تحصى.
ثروات وآثام
ثروات ضخمة تحقق كل مقومات الحياة الرغدة، ويمكنها أن تحقق الطفرة والمكانة الاقتصادية والسياسية المرموقة للبلاد.
وأيضا تمكن للسودان ان يكون من البلدان ذات الثقل بما منح من موارد الطبيعة والهبة الربانية التي وهبها المولى عز وجل لهذا الوطن العريق والغريق.
و بهذا الذل والقهر الذي صنعناه بأيدينا وتفكيرنا وقلة وعينا وتقيمنا لهذه النعمة، تبجحنا حتى امام الله، ومارسنا ونمارس كل أشكال الفجور والحرام، وحتى الآن لازلنا في فجورنا وجحودنا.
نزوح وجروح
يواجه إنسان السودان حالياً ،أسوأ الظروف اللاإنسانية، وكأنما الطبيعة تعاقبنا على ما فعلنا بها من عدم تقدير واستخدام أمثل ،كان له أن يجعل من أرضنا جنة وزرع يفرح بالمطر،.
لكن كيف ونحن نتحارب ونتناحر من أجل لا شيء، نتقاتل حتى يُحقق بنا ما يريده الغرب و”الصهاينة” والخليج وإمارات الشر على وجه الخصوص.
موسم الأمطار
موسم جديد من الأمطار تشهده هذه الفوضى والحرب، موسم أمطار يتزاحم فيه أغلب رجال ونساء وأطفال السودان ،ليس من أجل الزراعة، لكن من أجل الهروب إلى المجهول، خوفاً من هذه المليارات من الدولارات والريالات التي تتساقط عليهم من أفواه البنادق والأسلحة باهظة الثمن، لتفتك بقلوب الأطفال والنساء والرضع وإنسان السودان رخيص الثمن والروح بكل تقديرات العالم الذي يشهد الصمت والتجاهل لكل ما هو غير إنساني ولا أخلاقي.
لكن كيف ونحن نرى والعالم أيضاً يرى ويدعم الذبح والفجور في أرض فلسطين الطاهرة الشريفة.
رُضع بين الموت والمجهول.
أدوات حرب
موجة جديدة من النزوح تشهدها مناطق النيل الأزرق وسنار وغيرها من مدن السودان المزدهرة ، التي تحولت وإنسانها لأدوات حرب لعينة، الرابح فيها خاسر .
تروي السيدة مروة حسين أنها عانت وأطفالها في رحلة الموت والضياع ،بداية من نزوحها من مدينة ود مدني إلى ولاية سنار ،سيرا على الأقدام ،في ظل ظروف قاسية للغاية.
جوع وعطش
وقالت مروة في إفادة لـ(الديوان) : “مشينا أنا وأولادي الثلاثة وبنتي الرضيعة مسافة طويلة جدا، قضينا في الطريق أكثر من 24 ساعة، عانينا من الجوع والعطش، وحرارة الشمس، لكن الله كان لطيف بنا إلى أن وصلنا سنار، التي غادرناها مرغمين أيضا بسبب الحرب، نناشد العالم بأن يضع حداً لهذه الفوضى التي دمرت مستقبل أطفالنا”.
فقدت أولادي
بدوره تحدث السيد صديق أبو محمد، قائلاً :فقدت ثلاثة من أولادي جراء هذه الحرب، فقدتهم دفعة واحدة ،أثناء نزوحنا من ولاية الخرطوم ،مروراً بولاية الجزيرة،.
واضاف: “وصلت للمكان الذي أريد دون أولادي ،فارقتهم في الطريق واختلفت أشكال موتهم والسبب واحد، أحدهم لم يستطع الصمود طويلاً ،بسبب الاعياء والتعب من السير على الأقدام، والآخر أصيب بطلق ناري طائش اما الثالث مات قهراً وحزناً على أشقائه.
واستطرد : “فقط لا أريد شيء من هذه الحياة بعد أن فقدت فلذات كبدي، وأتمنى من الله تعالى أن يصلح حال السودان ويحفظ أطفاله، وأن ينهي هذه الحرب، حتى تجف أرض وطني العزيز من دماء أبنائه،بلا سبب ولا هدف .. الحمدلله على كل حال وعلى إرادته”.