أخبار العالم
أخر الأخبار

القيادي البارز بتجمع المهنيين محمد الأمين لـ”اليوم”: (قحت) خدعتنا

"الصندوق الأسود" لثورة ديسمبر يكشف حقائق مهمة عن الحراك النقابي والجماهيري

حوار- صلاح حمد مضوي 

طوال نصف عام من الحراك النقابي والجماهيري الذي انتظم كل أنحاء السودان، نجحت ثورة ديسمبر المجيدة في الاطاحة بنظام المؤتمر الوطني، فبزغت شمس الحرية والديمقراطية، التي كان لتجمع المهنيين السودانيين شرف تنظيمها وقيادتها..

“اليوم” جلست إلى محمد الأمين عبدالعزيز، الذي يعرف كواحد من أبرز مهندسي التجمع، وهو صحفي وعضو سكرتارية شبكة الصحفيين السودانيين وسكرتارية ومجلس التجمع وعضو تنسيقية (الحرية والتغيير )منذ تأسيسها وحتى سقوط النظام.

 ويوصف هذا الشاب على نطاق واسع بأنه “الصندوق الأسود “لثورة ديسمبر، حيث ساهم بالتأسيس والفعل المباشر حتى نجاح الحراك.

في هذا الحوار يجلى (ودالامين) كما يحلو لأصحابه أن ينادوه، حقائق ظلت غير معروفة لسواد عظيم من السودانيين… 

*قيادات (الحريةوالتغيير) اختطفت تنسيقية تجمع المهنيين بعد سقوط النظام .

* تجهزنا لاستلام السلطة بعد التواصل مع المؤسسة العسكرية وفاعلين دوليين.

* للأسف.. رفضوا إعلان حكومة مدنية من داخل الاعتصام. 

*(قحت) “غشتنا” .. وبيان “موبايل” وجدي صالح “”مضروب”.

* خديعة الأحزاب في المنصة أربكتني وصدمتني وأضحكتني.

(2-4)

معلوم دور قوى الحريةوالتغيير في ثورةديسمبر…لكن هل اختطفت هذه الأحزاب تجمع المهنيين وأفشلته؟

قوى الحرية والتغيير تشكلت من عدد من الكتل هي: كتلة نداء السودان وكتلة الاجماع الوطني والتجمع الاتحادي والمجتمع المدني”القوى المدنية” وكتلة تجمع المهنيين وهي الكتلة الرئيسية التي تصدت للحراك وكانت مسؤولة الإعلام والميدان.

كيف كان التشبيك أو العلاقة بينهما؟

كان تجمع المهنيين هو القوة الظاهرة للشارع ، ولكن كانت هناك شراكة مع القوى السياسية عبر تنسيقية الحرية والتغيير ، وبعد ذلك ظهرت قوى الحرية والتغيير بشكل كبير في فترة التفاوض عقب سقوط النظام، وخاصة قيادات الحرية والتغيير الذين خرجوا من معتقلات النظام البائد.

هل تريد القول أن سرقة ماحصلت هنا؟

من هناك تم اختطاف التنسيقية بعد خروج هذه القيادات من المعتقل.

في تلك الفترة كان تجمع المهنيين يجهز لاستلام وتسليم السلطة، حيث كان على تواصل مع المؤسسة العسكرية وعدد من الفاعلين والأصدقاء الدوليين .

دعنا نرجع إلى الوراء قليلا ..هل تكونت تنسيقية (الحرية والتغيير) قبل دعوتكم لموكب زيادة الأجور أم بعده؟

تكونت تنسيقية إعلان الحرية والتغيير في ديسمبر 2018م، قبل الموكب الذي دعونا له في تجمع المهنيين لزيادة الأجور.

وحدث ذلك في ظل اجواء ، قطيعة كبيرة بين قوى الاجماع الوطني وقوى نداء السودان.

وكانت ملاسنات خرجت من الراحل فاروق أبو عيسى تجاه عمر الدقير، في ذلك الوقت قدنا في سكرتارية التجمع تواصل مع التحالفين.

وقد طرح لنا نداء السودان في إتصال عبر نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني مستور أحمد محمد وشخصيز

وبدوري نقلت مقترح النداء إلى سكرتارية التجمع التي كانت تتناقش في بند تحويل الموكب، وقد كان، وتم تحويل الموكب وتحت قيادة التجمع بعد أن أجرينا تفاهمات مع التحالفين لنكون جسر عبور التحالفين الى نقطة متقدمة.

ماذا جرى إذا بعد الموكب؟

بعد الموكب تم تكوين “قروب تنسيقية الحرية والتغيير” الذي كنت مشاركا فيه مع أحمد ربيع ودكتور محمد ناجي الأصم كممثلين لتجمع المهنيين .

وقبلها كنت أنا والأصم في الاجتماع التأسيسي لتكوين الحرية والتغيير وكان في بيت أيمن نمر -والي الخرطوم السابق- والذي كان ممثلا للتجمع الاتحادي برفقة حمدالنيل الناجي وحسن مطر وكان من نداء السودان دكتورة مريم الصادق المهدي وباشمهندس محمد فاروق في المنزل بجبرة.

حسنا..كيف كان الوضع بعد سقوط النظام ؟

بعدها أصرت القوى السياسية على التفاوض..

*مقاطعة..

هل كان الجميع موافقا على التفاوض مع العسكريين؟

ذهب البعض على لجنة التفاوض، أنا كنت رافضا للجنة التفاوض، لكن تم رفع إسمي في تشكيلة التفاوض بطريقة ما ..

هل معنى ذلك أن تجمع المهنيين كان منقسما حول التفاوض مع العسكريين؟

كان يوجد تياران في تجمع المهنيين، تيار ينادي بإعلان حكومة مدنية من داخل الاعتصام وتسليم السلطة كاملة للمدنيين، وتيار آخر ينادي بمواصلة التفاوض مع كتل الحرية والتغيير.

أسميت ماحدث في ذلك الوقت بأنه اختطاف؟

نعم..لقد تم الاختطاف بالفعل، لقد حدث تكتل داخل الحرية والتغيير، يوجد مننا أشخاص في تجمع المهنيين شاركوا في ذلك، ومن هناك تفاوضوا مع المجلس العسكري ، وفشلنا نحن في تيار إعلان الحكومة من على منصة التأسيس.

 ماحقيقة ماجرى ليلة خطابك الشهيرأمام اعتصام القيادة العامة للجيش، والذي كان ينتظر فيه إعلان “حكومة الثورة”؟!

هذه قصة يمكن حكايتها هنا، لقد خدعت وقتها.

كيف تم خداعك..ولماذا؟!

أنا لم أكن الشخص المعني بتلاوة بيان إعلان الحكومة المدنية من داخل ميدان الاعتصام.

ماكان عملك وقتها؟

كانت تقع على عاتقي مسؤولية ميدان الاعتصام، رتبت لمنصة الحرية والتغيير ومكان جلوس الإعلاميين وكاميرات البث المباشر للحدث، لقد رتبت كل ذلك بمافيه تأمين منصة ميدان الاعتصام

على ماأذكر أيضا كان يوجد اجتماع بدار الحزب الشيوعي ، وقبله كان يوجد اجتماع لمجلس تجمع المهنيين وخرج هذا الاجتماع بتوصيتين …

مقاطعة..

مافحوى هذه التوصيات؟

الذهاب لباقي الكتل في الحرية والتغيير، إما أن يذهبوا معنا في إعلان الحكومة ،أوإعلان رفع التفاوض مع المجلس العسكري إرجاء إعلان الحكومة.

من كان معك في هذا الاجتماع؟

كان معي أحمد ربيع كممثلين لتجمع المهنيين، الاجتماع كان في دار الحزب الشيوعي, وحضره الباشمهندس صديق يوسف وعمر الدقير ووجدي صالح وخالد عمر ومدني عباس مدني وساطع الحاج ومريم الصادق المهدي وصديق فاروق وسنهوري وأيمن نمر .

كان اجتماع كبير جدا

وللأسف قيادات الحرية والتغيير لم يوافقونا في مسالة إعلان الحكومة المدنية.

وبعد ذلك؟

خرجت من هذا الاجتماع مغاضبا ولم أكمله، وقلت لهم أنا ذاهب لميدان الاعتصام، والآن الساعة الخامسة، لأنه يفترض إعلان الحكومة المدنية من هناك عند الساعة السابعة.

وقلت لهم: “إذا جاهزين لإعلان الحكومة تعالوا في منصة الاعتصام لنعلن الحكومة المدنية من هناك” .

هل حدد تجمع المهنيين شخصا معينا لإعلان الحكومة المدنية من داخل ميدان الاعتصام؟

نعم…كنا في تجمع المهنيين قد حددنا شخص معين لإعلان الحكومة من داخل ميدان الاعتصام..

مقاطعة..

إذا ماذا وقع بالضبط؟

لم يظهر هذا الشخص، بل ظهرت لي قيادات في المنصة التي قمت بترتيبها مسبقا، وهم: ساطع الحاج ومريم الصادق المهدي وعمنا صديق يوسف ووجدي صالح

وكان معي في المنصة مروان الكنزي وطارق وأحد المذيعين المخضرمين ومذيعة شابة.

كان هناك تململ واضح من الجماهير داخل الميدان وفي كل مكان ..ماحقيقة  هذه الواقعة ؟

بدأت القنوات بالاحتجاج بأن الزمن قد مضى، فسألت ناس مدني عباس مدني بماذا خرجتم من الاجتماع ؟

أجابني: خرجنا بإرجاء الحكومة لمدة يومين ورفع التفاوض مع المجلس العسكري.

فقلت له: جيد، هذا أيضا مكسب إذا لم يتم إعلان الحكومة ترفع التفاوض مع المجلس العسكري، هذا كان أخف الأقدار.

بعد ذلك المعضلة كانت في من يخرج ويعلن ذلك ، خاصة أن البيان لم يطبع وكان موجود في هاتف صغيرجدا يخص وجدي صالح

وحينما رفض أي قائد من قيادات الحرية والتغييرالخروج ومخاطبة الجماهير واطلاعها بماحدث

قال لي مدني عباس مدني : ميدان الاعتصام لايعرف سوى تجمع المهنيين، ونحن نريد شخصا من التجمع ، ووقتها لم يكن أحد من تجمع المهنيين موجودا بمنصة الاعتصام سواى

قلت لهم حسنا ، أين البيان؟

فقالوا لي: في “موبايل” وجدي صالح، أصعد إلى المنصة.

وبالفعل صعدت إلى المنصة، فتستلمت هاتف وجدي صالح ووضعته أمامي، وبحسب ماقالوا لي أن الاجتماع قرر إرجاء إعلان الحكومة ورفع التفاوض مع المجلس العسكري..

مقاطعة..

إذا؟

للأسف البيان المكتوب الذي سلموه لي في “موبايل” وجدي صالح لم يكن هو البيان الذي ذكر لي حول المخرجات التي قالوها لي في المنصة.

هل تقصد أن (قحت) خدعتك أو خانت تجمع المهنيين؟

لقد صدمت من خداع القوى السياسية، وأسقط في يدي وقتها وارتبكت وضحكت من الغش الذي حدث لي..هذا كل ماحدث في منصة اعتصام القيادة.

هل هذا يفسر أحداثا عديدة بعدها مثل انقسام تجمع المهنيين وما إلى ذلك؟

كل ماجرى هو السبب في تيارات تجمع المهنيين، كان سببا في اعتلاء القوى السياسية في الحرية والتغيير لمنصة تجمع المهنيين ، وبعدها اختطاف التنسيقية وتكوين مجلس مركزي للحرية والتغيير واقصاء العديد من قوى الثورة في ذلك الوقت وإلى المسألة التي جاءت بـ25 أكتوبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى