محمد الأمين عبد النبي يكتب : الحرب في نهايتها قولاً واحداً

بقلم – محمد الأمين عبد النبي
تطورات المشهد السوداني في الأيام القليلة الماضية تشير إلى حقيقة أن الحرب في السودان على نهاياتها.
ما يعزز هذه الحقيقة ،هي الجهود المبذولة والوقائع على أرض الواقع، يمكن اجمالها في: نتائج مؤتمر القاهرة للقوى السياسية والمدنية السودانية ،تحت شعار معاً لوقف الحرب ،والذي يعتبر خطوة لتوحيد الصوت المدني الداعم لوقف الحرب واحلال السلام والتوافق السياسي.
وتحركات الاتحاد الإفريقي في إيجاد صيغة لإطلاق عملية سياسية لإنهاء الحرب واعادة الاستقرار السياسي.
وزيارة الرئيس الاثيوبي أبي احمد إلى بورتسودان وبحث منافذ السلام ومجابهة تداعيات الحرب على الإقليم.
وكذلك زيارة نائب وزير الخارجية السعودي لبورتسودان ،واجراء مشاورات لاستئناف المفاوضات في منبر جـدة، مقروءة مع تصريحات المبعوث الأمريكي عن ضرورة العودة للتفاوض.
وأيضاً عقد جولة أولى من مباحثات غير مباشرة في جنيف ،تحت رعاية الأمم المتحدة والتوصل لاتفاق مع قوات الدعم السـريع، ومواصلة التفاوض من اجل خارطة طريق لتوصيل المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.
هذه المباحثات وضعت أي من أطراف الحـرب أمام مسؤولياته واعادت دور الأمم المتحدة من جديد وزيادة الاهتمام بالحرب المنسية.
كما أن انهيار الجنية السوداني مقابل الدولار يعد مؤشر إقتصادي مهم لوقف تمويل العمليات العسكرية في ظل العقوبات المفروضة على مؤسسات وشخصيات متهمة بتمويل الحرب.
بجانب نذر المجاعة وفشل الموسم الزراعي وزيادة الحاجة للمواد الغذائية والعلاج.
وجاءت المكالمة الهاتفية بين البرهان ومحمد بن زايد وتأكيد موقف دولة الأمارات الداعم للحل السلمي. وتراجع الدعاية الحربية التي ظل يطلقها دعاة إستمرار الحرب (بل بس) لصالح قناعة لا حل عسكري للأزمة وتزايد فرص الحل السياسي باعتباره الأقل تكلفة والأكثر عقلانية.
عطفاً على زيادة الضغط الشعبي لوقف الحرب وتجريد الحرب من أي شرعية وزيادة التضامن والمناصرة لضحابا الحرب وعدم الاستجابة لحملات التحشيد والتجييش للمقاومة الشعبية.
وفيما لعبت التحولات الإقليمية والدولية دوراً مفصلياً على مجمل المشهد في المنطقة وفي السودان على وجه الخصوص.
صحيح ان فرص حل الأزمة باتت كبيرة وقرار وقف الحرب أصبح قاب قوسين أو ادنى.
ولكن مازالت التحديات والصعوبات ماثلة، الأمر الذي يتطلب مواصلة الضغط علي طرفي الحرب وتشجيعهما لوقف إطلاق نار طويل الأمد ،لوضع حد لمعاناة السودانيين، وتعزيز دور المجتمع الإقليمي والدولي للانتقال من إدارة الأزمة الي حلها.
تبقى سؤالان لإستكمال هذه الجهود هما: سؤال عن ماهية ونوعية الحل المطلوب End Game؟.
وسؤال اليوم التالي؟.
وهذا يتطلب إرادة أكبر ورؤية واضحة منعاً للانتكاسة وفتح أفق الحل السياسي الشامل.