اقتصاد

“بريزنتيشن” ..قصة نجاح شاب سوداني في سوق الاستثمار العقاري بمصر

حوار – صلاح حمد مضوي  (1 -2)

كان حضوراً باذخاً بفندق تيوليب ،بضاحية التجمع الخامس ،في العاصمة المصرية القاهرة ،حيث ضم معرض نظمته شركة بريزنتيشن ،48 شركة هي  كبرى الشركات العقارية في مصر.
نجاح باهر حققته الشركة في مجال العقارات ،الأمر الذي اكسبها ثقة الكثيرين ،فأتوا من أوروبا والسودان للاستثمار.
صحيفة الدّيوان ،جلست إلى المدير العام للشركة الشاب السوداني الناجح ،معتز عبدالرحمن ،ليطلع قطاع واسع من السودانيين على تجربته والفرص الواعدة للاستثمار في مصر الشقيقة.
فإلى مضابط اللقاء:

انطلاقتنا الحقيقية تزامنت مع ظهور العاصمة الإدارية الجديدة في القاهرة

حققنا نسب عالية في معدل بيع العقار في العام 2021 م

النجاح الكبير لمعرضنا العقاري الأول شجعنا على إقامة آخر وجد قبولاً منقطع النظير

أهم ماتقدمه “بريزنتيشن” هو الوفاء بالوعد خاصة تسليم الشقق لأصحابها .

حوار- صلاح حمد مضوي

*هلا تعرف القارئ السوداني بشخصكم الكريم وبشركة بريزنتيشن العقارية؟

إسمي معتزعبدالرحمن محجوب ،درست المحاسبة بجامعة التقانة في أم درمان.
بعد التخرج عملت في محلات “السوبرماركت” ومحلات الهواتف النقالة ،وذلك حتى العام 2007م.

*ماذا حدث بعد ذلك؟
شعرت بأن الوضع أصبح غير جيد في ذلك الوقت ،وكل الناس أحست بأن أنفصال الجنوب قد اقترب ،وعليه سيكون هنالك عدم استقرار في السودان.
لذلك قررت أن أنهي كل أعمالي.

وفكرت إلى أي الدول أسافر ؟. كانت مصر هي الخيار الأفضل وهي أول ما فكرت فيها،ولم يخطر ببالي الأمارات ولا السعودية.

* هل كانت تلك زيارتك الأولى لمصر؟
كانت تلك أول زيارة لي لمصر ،علماً بأن أغلب التجار الذين كنت أتعامل معهم في السودان ،كانوا “بنزلوا وسط البلد ويأخدوا بضاعتهم من العتبة”.

*هل دخلت سوق العقار مباشرة؟
عندما دخلت مصر لم يكن يخطر ببالي أدخل مجال سوق العقار، مع ملاحظة اني كنت في السودان أعمل في مجال مختلف تماماً، لكن لديه ارتباط بالسوق. وعبره خلقت شبكة علاقات واسعة مع التجار.

وعندما وصلت مصر العام 2008م ،وأصبح هنالك بعض الأصدقاء والأهل والمعارف ،يستعينوا بي منهم من يريد شقة في المهندسين، الهرم ،الفيصل ،مدينة نصر ،وغيرها من الأحياء الممعروفة.

* كانت الأسعار مناسبة للشراء؟
كانت الأسعار رخيصة جداً، لذلك جاء دخولي سوق العقار بالصدفة البحتة ،ولم أحضر من السودان لأنزل في هذا المجال، فقط ضمن دائرة معارفي أدخلتني هذا المجال ،من خلال خدمة أقدمها لهم ،وهي ناتجة عن طبيعة السودانيين، حيث الاستعانة بابن البلد ،كنت قبل ذلك أفكر في فتح “سوبرماركت” أو “كافيه” وأي أنشطة أخرى.

*ماذا جرى بعد ذلك؟
عندما زادت دائرة الذين أقدم لهم الخدمة ،وكسبت ثقتهم ،وأصبحت لهم دليلاً من يريد شقة تمليك أو إيجار ،كنت أقول لهم : لماذا تستأجرون في كل مرة تأتون فيها إلى مصر ؟ ،من الأفضل لكم أن تشتروا ، علماً بأن الأسعار كانت رخيصة ،وأنا منذ البداية منحت نفسي فرصة البحث والتعرف على مميزات كل منطقة وعيوب أي منطقة في القاهرة ،والخيار المفضل للناس ،فأصبحت لدي دراسة ميدانية ،وحينها كانت أسعار فيصل الشقة تمليك مابين مائة ومائة وخمسين ألف جنيه مصري.

*إذاً من هنا جاء تفكيرك بإنشاء شركة عقارية في مصر؟
عندما فكرت في تأسيس شركة ،كان ذلك في العام 2010م .
ثم جاءت ثورة يناير 2011م في مصر .
توقفت حتى أعرف المشهد إلى أين يمضي ،حيث لا يمكنني فتح شركة ثم اغلقها بعد شهر أو شهرين.
في ذلك العام مابين ستة إلى سبعة شهور “كان الضرب شغال وأطول مشوار يمكن تطلعه تأتي بالأكل والشرب فقط”.

*لماذا؟!
“ما كان في شغل أصلاً ،بيع شراء ،ايجار ،كل شئ متوقف”
بعد ذلك أتت الانتخابات الرئاسية العام 2012م ،وأصبحت الأوضاع مستمرة كما هي .
ثم في العام 2013م جاءت ثورة 30 يونيو.
طوال هذه المدة التي تبلغ ثلاث سنوات ،كان من الصعب المغامرة فيها.

*هل راكمت أي خبرات خلال هذه المدة؟
عند آخر العام 2019م ،قررت وصممت أفتح الشركة لأنني أصبحت مشبعاً بالخبرات.

*حدثنا عن البدايات للشركة …كيف كانت؟
أستطعت أشتري لناس و”أشطب” لناس.
وكان هنالك عدد محترم جداً من العملاء.
خلال شهر فبراير 2020م ،العالم “قفل” بسبب الكرونا .
وفي يونيو 2020م فكرت أفتح.

*وقت مرض الكورونا يعتبر مناخ غير جيد للاستثمار ..فلماذا فكرت بالعمل وقتها؟
اخترت العمل في هذا الوقت الصعب ،لعدة أسباب ،منها يقال: “إذا لم تفتح في الأزمة ،فلن تستطيع أن تفتح في الرخاء”،
لأن في وقت الرخاء هنالك أشياء كثيرة تصبح ضدك ،مثلاً المكتب الذي افتحته في زمن الكرونا بخمسمائة ألف جنيه
أما في الأوقات الطبيعية ،فهذا يكلفني مليون ونصف المليون جنيه مصري ،ايضاً في وقت الكورونا كل العمال موجودين في المنازل بدون عمل ،مثل النقاشين، السباكين وغيرهم ،فأي إنسان يريد أن يعمل بأي ثمن، مثلاً النقاش في الشقة في الأيام الطبيعية يأخذ 30 ألف جنيه ،أما في توقيت الكرونا فأجره مابين خمسة إلى ستة آلاف فقط، لأن في هذا التوقيت لا يوجد عمل.

* تلك الأيام كانت مؤثرة على الأوضاع الاقتصادية في كل دول العالم.. هل ذلك أثر على أنشطتكم بشكل حيوي؟
هنالك كثير من الشركات والمؤسسات أغلقت.
وحينما ذهبت أول يوم إلى هيئة الاستثمارالمصرية لاستخراج التصديق ،وجدت سبعة أشخاص فقط ،لديهم طلبات لفتح شركات في جمهورية مصر العربية كلها.
في الوضع الطبيعي مثل هذه الأيام هيئة الاستثمار يدخل عليها ما لايقل عن سبعمائة إلى ثمانمائة شخص في اليوم الواحد.
اما في وقت الكورونا جلست على الكرسي على طول وصلت الشباك ،ومعي المستشارين القانونيين والمحاسبين ،لذلك أنا استثمرت في هذا التوقيت.
السجل التجاري لم يتجاوز اثلاثة أيام ،استخرجته مع الموافقة الأمنية وكل الاجراءات الأخرى فقط استغرق معي اسبوعاً واحداً وأصبحت جاهزاً لفتح الشركة.

*هذا تفكير جيد اعتقد أتاح لك اغتنام فرصة نوعاًما؟

كما يقولون “القرش صياد”، بالذات في وقت الأزمات ،عندما خلصت الكرونا والمطارات فتحت وكل الأشياء ارتفع سعرها ،أنا كنت جاهز للعمل في الفترة من 30 يونيو لغاية ديسمبر 2020م، كنت جاهز ،رغم أن هنالك كثيربن وقفوا ضدي وظلوا يحذروني بأنني سأخسر ،بل رأوا اني لن أكمل هذا المشروع، ولكن كانت لدي خطة مسبقة للأشهر الست الأولى للعام 2020م.

*هل معنى ذلك انك ظللت تعمل دون تحقيق أرباح؟!

لم أتوقع خلال هذه الفترة شئ غير الخسارة.

وعملت حسابي للمرتبات والمصروفات ،ولكن فقط بدأت بأربعة موظفين، فقلت لهم أنا سأتحمل هذه الشهور الستة ،على أن أكون جاهزاً للعام 2021م ،وبالفعل بدأنا نعمل في هذا التاريخ.
وبدأ التواصل مع دائرة العملاء، فقلت لهم :”معتز الزمان كنتم تتصلون عليه بالهاتف فقط  الآن هنالك مؤسسة موجودة على أرض الواقع، فكان هذا المشروع مكتمل الأركان بمقره ومستنداته وعملائه .
وبالفعل حتى ثقة العملاء القدماء معي ازاددت.
الأمر الذي ساعدنا أكثر هو أن العاصمة الإدارية ظهرت معالمها على أرض الواقع.

*مشروعات التنميةالمصرية هذه أتاحت لكم فرص العمل…أليس كذلك؟
نعم هنالك مشروعات موجودة نعمل عليها مثل أكتوبر وغيرها ،لكن كانت “اللقطة الحلوة” هي انطلاقتنا الحقيقية التي تزامنت مع ظهور العاصمة الإدارية ،وأنا من أوائل الناس الذين آمنوا بها ،وتنبأت بنجاح المشروع.

*ماذا فعلت وقتها؟
عملت جولة على الشركات المطورة ،وهم الناس الذين أخذوا أراضي في المدينة الإدارية ،ووقعت معهم التعاقدات ،وأكدت لهم بأنني سأعمل معهم.

*ماهي هذه الشركات ؟
شركات عديدة مثل شركة النصر ،النيل ،قولدن تاون ،وعشرات الشركات الأخرى.

لقد أصبح لدي إلمام كبير بالعاصمة الإدارية ،وأي شخص يصلني المكتب ،كنت أشرح له أي شئ.
كنت أشرح بوضوح لكل من يريد أن يدخل بأمواله مجال العقار .
كنت أقرأ مستقبل العاصمة الإدارية وكل المدن الأخرى.
فالحديث الذي قلته في العام 2021م رأيناه على أرض الواقع الآن في 2024م.

أرجو أن تعطينا نماذج؟
هنالك بعض الناس أشتريت لهم في العاصمة الإدارية الشقة بمليون جنيه ،الآن الشقة سعرها ستة مليون ونصف جنيه.

*تتحدث عن زبائن للشركة وكذلك عملاء  محتملون؟
هؤلاء الناس موجودين وكانوا معنا في آخر معرض أقامته شركتنا ،الحمدلله في العام 2021م، حيث حققنا نسب عالية في معدل البيع.

*أين تم شراء هذه العقارات؟
90% كان البيع في المدينة الإدارية، وأنا كنت أمين مع العملاء في إختيار الشركات المطورة التي يجب التعامل معها ،والتي يجب أن نتجنبها ،هنالك حوالي 450 شركة مطورة في العاصمة الإدارية فكنت أنقي الصفوة منهم ،أهم شئ عندي الوفاء بالوعد خاصة تسليم الشقق لأصحابها .

يتبع…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى