أخبار العالم
أخر الأخبار

القيادي البارز محمد الأمين لـ”اليوم”: نجاح إضراب الأطباء وتربص “الأمن” عجلا بتشكيل تجمع المهنيين

"الصندوق الأسود" لثورة ديسمبر يكشف حقائق مهمة عن الحراك النقابي والجماهيري

طوال نصف عام من الحراك النقابي والجماهيري الذي انتظم كل أنحاء السودان، نجحت ثورة ديسمبر المجيدة في الاطاحة بنظام المؤتمر الوطني، فبزغت شمس الحرية والديمقراطية، التي كان لتجمع المهنيين السودانيين شرف تنظيمها وقيادتها..

“اليوم” جلست إلى محمد الأمين عبدالعزيز، الذي يعرف كواحد من أبرز مهندسي التجمع، وهو صحفي وعضو سكرتارية شبكة الصحفيين السودانيين وسكرتارية ومجلس التجمع وعضو تنسيقية “الحرية والتغيير “منذ تأسيسها وحتى سقوط النظام.

 ويوصف هذا الشاب على نطاق واسع بأنه “الصندوق الأسود “لثورة ديسمبر، حيث ساهم بالتأسيس والفعل المباشر حتى نجاح الحراك.

في هذا الحوار يجلى “ودالامين” كما يحلو لأصحابه أن ينادوه، حقائق ظلت غير معروفة لسواد عظيم من السودانيين…

*حراك 2013 الخاص بتوليف  الأجسام النقابية أمره مختلف

* تأسيس تجمع المهنيين السودانيين جاء عقب إضراب الأطباء  2016 

* المشاورات مع لجنة المعلمين بخصوص التجمع، أدارتها الصحفية ندى رمضان  

* “تحالف المحامين” لم يشارك في البدايات…وهذا ماحدث بشبكة الصحفيين

(1-3)

حوار: صلاح حمد مضوي

يرى مراقبون أن الحراك الحقيقي لثورة ديسمبر بدأ منذ انتفاضة العام 2013.. هل ذلك صحيح؟
مرحبا أستاذ صلاح, أشكركم على إجراء هذا الحوار أسرة صحيفة اليوم ، ومبروك التدشين وبالتوفيق لكل الزملاء.
الحقيقة أبدأ لك من العام 2013، نعم كانت توجد تنسيقية لقوى الاجماع الوطني، قبلها أنا كنت جزء منها.

كان يوجد حوار لتجميع الأجسام النقابية ، لكن حراك 2013 فيما يخص تجميع الأجسام النقابية ليس له علاقة بتجمع المهنيين الذي قاد ثورة ديسمبر 2018.

وضح أكثر؟
في العام 2013، التجمع الذي قاد الحراك هو تجمع مختلف، نستطيع القول عموما أن هناك إرث نقابي للسودانيين، وكانت هناك محاولات تجميع متقطعة منذ العام 2009 ثم 2013 .

وبعدها في العام 2016 ، كان هذا التاريخ هو البداية الفعلية لتجمع المهنيين السودانيين الذي قاد الحراك في تنسيقية قوى الحرية والتغيير.

متى بدأ تأسيس تجمع المهنيين السودانيين؟
بدايات تجمع المهنيين السودانيين  عقب إضراب الأطباء في العام 2016، وكان جزء منهم لنا معهم ارتباطات فيما يخص أجسام مدنية أخرى.

كيف ذلك؟
البدايات كانت حينما أصبحت شبكة الصحفيين السودانيين عقب اجتماع مع لجنة الأطباء المركزية هي التي تتولى العمل الإعلامي المساند لحراك الأطباء…
مقاطعة..
من كان يمثل شبكة الصحفيين السودانيين وقتها؟
شخصي والزميلين خالد فتحي وسليمان سري، كنا نمثل شبكة الصحفيين في العمل الإعلامي لحراك الأطباء..

وعن الأطباء ؟
مثلهم د.حسام الأمين ود.عمر سنار ود.محمد ناجي الأصم

كيف تمت إدارته؟
عبر “قروب” يتكون من 6 أشخاص، أداروا العمل الإعلامي المساند لحراك الأطباء في العام 2016.

هل كان يوجد عمل آخر معارض للنظام بخلاف حراك الأطباء؟
أثناء حراك الأطباء كان يوجد عمل للمعلمين، حيث كانت توجد وقفات احتجاجية في الوزارة بخصوص رواتب المعلمين.
في ذلك الوقت كانت الزميلة ندى رمضان تغطي عمل لجنة المعلمين في الوزارة عن صحيفة الجريدة.
أحيانا أنا كنت أذهب، وفي ذات الوقت على مستوى صحيفة الجريدة كنت أغطي أيضا إضراب لجنة الأطباء المركزية، حتى جاءت فرصة تشكل تجمع المهنيين وبلورته الأخيرة..
مقاطعا ..
متى تبلور تجمع المهنيين السودانيين بشكل واضح؟
أثناء اجتماع رفع إضراب الأطباء في مستشفى بحري، بعد الاجتماع مع نائب الرئيس المخلوع حسبو محمد عبد الرحمن، حيث شهدت البلاد إضرابا واسعا للأطباء في عدد كبير من المستشفيات، وحدث ضغط على السلطة التي استجابت لإضراب الأطباء، وجلست مع اللجنة وأطلقت سراح المعتقلين، وحققت لها بعض المطالب فرفعت لجنة الأطباء الإضراب بعمل معروف.

 هذه الأحداث دفعت لتشكيل تجمع للمهنيين؟
مناسبة تشكيل تجمع المهنيين ، أتت بعد وضوح الرؤية بأن هنالك تربصا واضحا من جهاز الأمن، حيث كان هنالك تنويرا للأطباء حضره بروفسير شاكر ود. ياجي وأحمد الشيخ ود. الفاتح عمر الشيخ.

في هذا التنوير كان هناك تربصا من جهاز الأمن ببقية أعضاء اللجنة المركزية وحشد الأطباء.
في هذه النقطة، كنا وقوفا في “المسطبة” شخصي وعمر سنار وحسام الأمين، وكان ذلك اليوم هو الذي تعرفت فيه على حسام على أرض الواقع بعد عملنا معا في”القروب”، تعرفنا على بعضنا أثناء إضراب الأطباء عام 2016 في مسشتفى بحري.

ماذا حدث في هذا اليوم؟
قلنا للأطباء وكمقترح من شبكة الصحفيين إن الضربة الأمنية ستأتيكم بشكل واسع ، فهذا حراك نجح ، ومبروك، ونحن في الشبكة نرى ضرورة أن يتوسع هذا الحراك، خاصة أن لنا لقاءات مع لجنة المعلمين المركزية…

هل كان لكم أي تنسيق مسبق مع لجنة المعلمين؟

كانت هناك بعض المشاورات الصغيرة..

من أجرى هذه المشاورات؟
كانت هناك مشاورات مع لجنة المعلمين أدارتها الزميلة الصحفية ندى رمضان .

وفي هذا وافقت لجنة المعلمين على الجلوس عبر اجتماع، وشاءت الظروف أن لانجتمع إلا بعد 3 شهور من رفع إضراب الأطباء
ثم اجتمعنا بعد دعوة من لجنة المعلمين في منزل أحد المعلمين في الحاج يوسف.

بأي صفة ذهبت أنت لهذا الاجتماع؟
ذهبت كممثل لشبكة الصحفيين،  كان معي محمد نيالا.

ثم تواصلت الاجتماعات.

انقطع نيالا، ثم واصل معي عادل كلر.
هذه هي البدايات الحقيقية لتكوين تجمع المهنيين السودانيين الذي قاد حراك ثورة ديسمبر.

من كان حضورا من الفئات المهنية في اجتماعكم هذا الذي شكل تجمع المهنيين؟
من المعلمين الأستاذ الباقر وقمرية وأحمد ربيع
ومن الأطباء: د. محمد خضر ود. إبراهيم حسب الله كممثلين للبياطرة وكذلك د. محمد يوسف كممثل لأساتذة جامعة الخرطوم.

بماذا خرج هذا الاجتماع؟
خرج الاجتماع بضرورة تشكيل عدد من الأجسام، وكذلك تشكيل لجنة تمهيدية ترتب لتجميع كل الأجسام النقابية.
بعد ذلك انتقلت الاجتماعات إلى دار الحزب الشيوعي في الحاج يوسف- شارع (1).
تمت عدة اجتماعات هناك، غاب عنها حسام الأمين وعمر سنار ، وجاءت اجتماعات دارالحزب الشيوعي ، حيث حضر د. محمد ناجي الأصم.

ماهي أبرز توصيات الاجتماعات التي عقدت بدار الحزب الشيوعي في الحاج يوسف؟
في هذه الاجتماعات تشكل مؤتمر عام، لكن قبله حدثت مشكلة من نقابة الأطباء الشرعية والتي كانت تعتقد أنها الممثل الشرعي للأطباء، ولجنة الأطباء المركزية تكون تحتها حيث الممثل الشرعي هي النقابة.
في ذات الوقت جاءت مشكلة تحالف المحامين، وذلك بعد إرسال رسائلنا ومتطلباتنا ودعوتنا لهم لعدد من الاجتماعات، كانوا يقولون أن المكتب التنفيذي للتحالف الديمقراطي للمحامين لا يستطيع أن يجتمع ويفعل ذلك لاتخاذ قرار حول الميثاق.

هل كان لديكم ميثاق عمل؟
نعم كان لدينا ميثاق.

وكنا نذهب ونجلس مع الأجسام النقابية كمبادرة مننا نحن شبكة الصحفيين ولجنة المعلمين ولجنة الأطباء المركزية.
في المبادرة قدمنا نقاشا موضوعيا حول قضية نقابة الأطباء الشرعية، وتوصلنا لخلاصة مفادها أن لجنة الأطباء المركزية عضويتها تبلغ 6 ألف طبيب، بينما نقابة الأطباء الشرعية 10 أشخاص، وبالتالي ليس من العدل أن نقصي آلاف نفذوا الإضراب، ونبقي على أشخاص أسميناهم “مكتب طغاة”.

ماذا حدث بعد ذلك؟
بعد تبلور الميثاق، بالنسبة لأساتذة جامعة الخرطوم، اتفقنا أن يكون هنالك تجمع لأساتذة الجامعات، فدعونا لاجتماع موسع بدار حزب الأمة القومي لأساتذة جامعات النيلين وبحري والسودان والجزيرة.
في هذا الاجتماع إتفق الأساتذة على تكوين تجمع أساتذة الجامعات، ويكون لهم ممثلان هما محمد خضر كممثل في مجلس السكرتارية لتجمع أساتذة الجامعات، بينما د. محمد يوسف أحمد المصطفى يكون ممثلا في مجلس التجمع .
بصراحة التحالف فشلنا فيه حتى انتهى الميثاق.
أيضا واجهتنا مشاكل في شبكة الصحفيين .

مثل ماذا؟
لم نستطع الخروج برؤية واضحة حول تجمع المهنيين، غادر عدد من الأعضاء من شبكة الصحفيين قروب السكرتارية في الواتس اب، وغادروا السكرتارية ممانعين دخولنا، ولكن رأيت وعادل كلر وخالد فتحي وبعض أعضاء السكرتارية الآخرين الاستمرار في عمل تجمع المهنيين ، لكن قبل ذلك نتركهم لتوقيع الميثاق، فالشبكة جزء من بلورة الميثاق،  لكنها لن تكون جزء من التوقيع، بل في جزء من سكرتارية التجمع.
بعد ذلك جاء تمثيل التجمع، حيث ذهبت أنا في السكرتارية وجاء على الدالي في مجلس التجمع ،وحدث ذلك بشكل رسمي من شبكة الصحفيين.
بعدها أتت أجسام أخرى للتجمع بعد مدة، وذهبنا لنهاية 2017، وبدايات العام 2018.
عملنا مؤتمر عام لهذه الأجسام والذي غاب عنه التحالف والنقابة في الأول، حيث أضحى تجمع المهنيين السودانيين يتكون من لجنة المعلمين وشبكة الصحفيين ولجنة الأطباء المركزية وأساتذة الجامعات والبياطرة.

تجمع المحامين ألم يكن معكم في هذه البدايات؟
تحالف المحامين مقاعده محفوظة، لكنهم لم يكونوا ضمن البدايات… إلى بدايات الحراك لم يكونوا جزء منه.

(..يتبع)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى